الطفل الجزائري السّليماني الشّهيد الّذي أحرقته فرنسا حيّا أمام أعين أهله وأمه بأولاد سليمان منطقة الأروّية بلدية الزّرزور ولاية المسيلة.
قصة الشهيد البطل والطفل الجزائري الذي أعطاه الله بسطة في الجسم وقوة في البنية ورجاحة في العقل وشجاعة واقداما ورثها من عرشه وبيئته باولاد سليمان.فالذي ينظر إليه يتخله رجلا راشدا.
إنه الطفل اليافع الذي كان عمره حينها 14سنة.رضع الشجاعة والبطولة من امه وابيه وعائلته الكريمة التي ولدت وترعرت في ارض اجدادها وأبائها بمنطقة الاروية عرش اولاد سليمان ببلدية الزرزور الذين احتضنوا الثورة التحريرية بكل جوارحهم .فكانت خيمهم وجبالهم واوديتهم موطن للمجاهدين ومقرا وقلعة لابطال جيش التحرير الوطني وقادته.
ومن هذه الأراضي الطيبة تنطلق عملياتهم الفدائية ومعاركهم الشرسة في وجه الإستعمار الفرنسي الخبيث.
عاش الطفل البطل ( شبيشب محمد بن مزوز) وامه فطوم شبيشب.في منطقة لروية عام 1939 يرعى الاغنام وتربيتها .وترعرع على حب الخير .ومساعدة والديه وعشيرته.ولاحظ حركة غير عادية وزيارات متكررة للمجاهدين وابناء عرشه لاحتضان الولاية السادسة وتاسيس قاعدتها ولبنتها على يد العقيد الحواس وتكوين لجنة من ابنا ء المنطقة وكان الرائد الشهيد: علي بن المسعود ابن منطقة اولاد سليمان هو المشرف على هذه العملية الهامة..ليستقر جيش التحرير وقادته وجنوده في هذه البقعة الطاهرة من أرض الجزائر.دائرة بن سرور ولاية المسيلة اليوم.هذه المنطقة التي اشتهرت ببطولاتها التي شهدتها جبالها ومعاركها الطاحنة لجيش التحرير الوطني.
انها جبال بوزكرةشرقا.وجبل الدخان شمالا وجبل لمصيد وهو
امتداد لجبال لعمورجنوباالى الواد الابيض غربا.
يروي المجاهدين الذين عاشوا الحادثة وبعض من اهله الذين اطال الله في اعمارهم بعد الاستقلال قصة شهيد الجزائر الطفل البطل التي عند سماعها كانها نسج من الخيال .
ومن الروايات التي شهد بها المجاهدين الذين عاشوا في منطقة اولاد سليمان .ننقل لكم رواية (الرائد :شريف خير الدين) للولاية السادسة التاريخية الذي عاش الحادثة.رحمه الله.واحد ضباط جيش التحرير الوطني.
اصبح الطفل الشهيد محمد شبيشب عضو بين المجاهدين مركز تخزين المؤنة للمجاهدين ونقل البريد بينهم ومن منطقة الى منطقة حيث كانت حركتهم دائمة داخل منطقة اولاد سليمان للامان والراحة النفسية والمعنوية المادية التي وجدوها بين سكانها لانهم بصغيرهم وكبيرهم شبابهم وشيابهم حجرهم وشجرهم حيوانتهم ودوابهم قدموا ارواحهم وباعوها في سبيل الله والوطن اما الشهادة او النصر.
يقول الرائد سي شريف رحمه الله في مرة من المرات أصر الطفل اليافع (الشهيد: محمد بن مزوز شبيشب)أن يأخذ
صورة فوتوغرافية مع المجاهدين .ويحتفظ بها لتكون له وسام شرف وشهادة يعتز ويفتخر بها بانه ذات يوم كان مع المجاهدين والذي يتمنى ان الله زاد في عمره سنوات لينخرط في صفوههم ويحمل السلاح مثلهم ويعلن الجهاد والحرب معهم ويشاركهم معاركهم.ويقف في وجه المستعمر الذي سلبه ارضة وحريته.
وبعد إلحاح شيديد منهم.واصرار منقطع النظير.قبل ووافق قادة جيش التحرير الوطني للولاية السادسة التاريخية.وان يدخلوا الفرحة في قلب الطفل الشهيد البطل.فرحا بها كثيرا واخذ ياخذها معه ويحافظ عليها في جيبه ووتصاحبه في يقضته ونومه.يفتخر بها .بين خلانه ورفاقه واهله.
وفي يوم من ايام الإستعمار السوداء.واثناء قيام الجيش الفرنسي بعملية تمشيط واسعة كعادتها في المنطقة المستهدفة التي كانت شوكة مرة في حلقهم .ونار جهنم في طريقهم.شعر الطفل الشهيد:(محمد بن مزوز شبيشب) بالخطر الداهم.فنزع قميصا عسكريا كان يرتديه وبه صورته مع المجاهدين التي يحتفظ بها.ورماه.
لكن أحد الجنود الفرنسيين كان يرصد تحركاته بمنظاره .فوجهت نحوه قوات هائلة منهم لإرعابه وتهديده ومنعه من التخفي والهروب.فألقي عليه القبض.وتتحرك يد البطش والتنكيل والإرهاب الفرنسية.وتستمر في استنطاق الشهيد الطفل البطل(محمد بن مزوز شبيشب) بكل وحشية ودون اي ذرة إنسانية.فلم ينطق لهم باي كلمة.والمجاهدين في قمم الجبال وفي اماكن ترصدهم يترقبون الوقائع وكلهم خوفا من ان يضعف الطفل بطلهم ويدلهم على اماكن تواجدهم.لكن هيهات بأت كل محاولات المستنطقين الارهابيين الفرنسيين بالفشل.فقرروا جمع عشيرته وجميع سكان المنطقة الذين هم بجواره واحضروا أمّه فطوم شبيشب وافراد عائلته الذين كانوا موجدين.وجمعوا الحطب والشيح الحلفاء اليابسة...وقامو بربطه.من يديه ورجليه لكي يعجز عن الحركة.واشعلوا النيران وهم في حالة هستيرية لاتوصف.وامام اعين امه(فطوم)لعلها تتحرك فيها عاطفة الامومة وتنقذ فلذة كبدها في الموقف البشع.
لعل الإبن يحن على أمه ويرهف لحالها وهو يعلم أن قلبها وكبدها تتقطع وتبكي دما لأجله.لكن قدر الله وسكينته أنزلها على قلبيهما لانهما ارواحا طاهرة أمنت بالله ربا وان وعده حق وباعوا أنفسهم في سبيله مقابل جنة عرضها السموات والارض.
باشرت القوات الفرنسية الإرهابية عملية حرق الطفل البطل(محمد بن مزوز شبيشب)إنطلقو ا بحرقه من رجليه.فتحمل الالم وواصلوا حرقه وشيه في مشهد رهيب امام اعين أمه واهله وسكان المنطقة. ولم ينطق بكلمة إلى ان تم حرقه كليا وصعدت الروح الطاهرة إلى ربها راضية مرضية.وصيحات الله اكبر تجوب الفضاء ولم يهدأ بالهم حتى قام احد ضباط فرنسا الاستدمارية بطلق الرصاص على جسده الطهار وهو متفحم.وكان تاريخ استشهاده
يوم (18 فيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــفري 1961)....
اي تشبيه يليق بمقامك أيها الشهيد الطفل الجزائري لقد كررت قصة حرق سيدنا إبراهيم عليه السلام في زمن غير زمانهم. وقصة أصحاب الأخدود.على ايدي الكفرة والفجرة..واليوم تعاد القصة على ايدي احفادهم الكفرة الارهابيين الفرنسيين.رحمك الله ايها الشهيد الجزائري البطل وجعلك مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.لقد سجلت لنفسك حياة ابدية في جنة الخلد.واعطيت صورة حية لجهاد وشجاعة وبطولات اهلك وعرشك باولاد سليمان.في وجه الإستعمار الفرنسي وأتباعه.
قام المجاهدون وقادة الولاية السادسة بعد الإستقلال ونيل الجزائر حريتها وإستقلالها..بتشيد مزارا للمكان الذي استشهد فيه الشهيد. دفن ماتبقى منه بعد حرقه ايام الثورة. ليبقى ذكرى للشعب الجزائري والوطن .تروى قصته للأجيال.وللعالم أجمع على شجاعته و صموده وإيمانه بقضية شعبه ووطنه.وعلى بشاعة فرنسا وهمجيتها وإرهابها.اليوم وغدا...

